عالم النحل عالم غريب بحق، يعرف النحل جيداً كيف يسخر مواد البيئة لخدمته، جنبا لجنب مع حبوب اللقاح والرحيق والماء يجمع النحل مادة صمغية طبيعية تسمى العكبر والتي تلعب دوراً محورياً هاماً في الخلية
يخلط النحل لعابه مع الشمع وحبوب اللقاح ومادة صمغية يجمعها من براعم وقلف أشجار مثل الحور والصنوبر والسرو والسدر والخروب وغيرها ليصنع العكبر الذي يوظفه بشكل مبهر في خدمته.
يستخدم النحل العكبر في بناء وإصلاح خلاياه لإغلاق الفتحات والشقوق وتنعيم الجدران الداخلية لصق إطارات الخلايا وتقوية أقراص الشمع وكمطهر وعلاج وحاجز وقائي ضد الغزاة الخارجيين مثل الثعابين والسحالي والحشرات، أو ضد تهديدات التجوية مثل الرياح والأمطار فتعالوا نعرف المزيد عن هذه المادة الرائعة. 12
للعكبر اسماء أخرى منها الدنج وصمغ النحل والبروبوليس ( بالإنجليزية Propolis). خصائص هذه المادة رشحتها لتلعب عدة أدوار في الخلية:-
- غراء الخلية: لم يسمى هذا المنتج صمغ النحل من فراغ فنظرا لطبيعته الشمعية وخصائصه الميكانيكية، يستخدم النحل العكبر في بناء وإصلاح خلاياه ولإغلاق الفتحات والشقوق وتنعيم الجدران الداخلية وضد الرياح والأمطار.
- درع مناعي للخلية: فبسبب خصائصه المضادة للبكتريا والفطريات والفيروسات والطفيليات. يستخدمه النحل للحماية من الأمراض حيث ينتج كميات إضافية منه في حالة انتشار بعض الأمراض.
- مادة تحنيط : يستخدم النحل العكبر أيضا كحاجز وقائي ضد الغزاة الخارجيين كالثعابين والسحالي والحشرات، حيث يغلق الفتحات التي قد تتسلل منها هذه الكائنات لكن في حالة تسللها يقوم النحل بقتلها وإذا عجز عن إخراجها من الخلية يقوم بتغليف جثثها بالعكبر حتى يمنع تحللها وتعفنها داخل الخلية.
هكذا عرف النحل كصانع ماهر كيف يصنع ويستخدم هذه المادة الرائعة بكل طريقة ممكنة لخدمة الخلية، لكن ماذا عنا نحن البشر هل نستطيع استخدامه والاستفادة منه ؟
- عرف البشر فوائد العكبر الطبية والعلاجية منذ آلاف السنين حيث استخدامه المصريون القدماء في التحنيط الذين عرفوا خصائصه المضادة للتعفن والتحلل .
- استخدمه الإنكا (قبائل في أمريكا الجنوبية) كخافض للحرارة. واستخدمه اليونانيون والرومان كمطهر للفم وكمطهر ودواء لعلاج الجروح.
- أدرج البروبوليس كدواء رسمي في دستور أدوية لندن في القرن 17 ، وبسبب نشاطه المضاد للبكتيريا ، أصبح البروبوليس في أوروبا شائعا جدا بين القرنين 17 و 20.
- في نهاية القرن 19 ، استخدم العكبر على نطاق واسع بسبب خصائصه العلاجية وفي الحرب العالمية الثانية تم استخدامه في العديد من العيادات السوفيتية لعلاج مرض السل ، بسبب قدرته على علاج مشاكل الرئة واستعادة الشهية.
- في دول البلقان استخدم العكبر لعلاج الجروح والحروق والتهاب الحلق وقرحة المعدة. تم نشر أول عمل علمي حول البروبوليس في 1908 شمل ذلك خصائصه الكيميائية وتكوينه .
Table of Contents
خصائص العكبر وتركيبه
العكبر هو مادة محبة للدهون بطبيعتها ، مادة صلبة وهشة ، هذه المادة تصبح ناعمة ومرنة وصمغية ولزجة للغاية عند تسخينها . تمتلك رائحة عطرية مميزة وممتعة وتختلف في اللون من الأصفر والأخضر إلى الأحمر والبني الداكن حسب مصدرها وعمرها واعتمادا على أصل الراتنجات التي صنع منها .
والعكبر هو خليط معقد مصنوع من مركبات النحل والمشتقة من النباتات. بصفة عامة يتكون العكبر الخام من:-
- حوالي 50٪ راتنج
- 10٪ زيوت أساسية
- 30٪ شمع
- 5٪ حبوب لقاح
- 5٪ مركبات عضوية مختلفة.
تم تحديد أكثر من 300 مكون في عينات مختلفة ولا يزال يتم التعرف على مكونات جديدة أثناء التوصيف الكيميائي لأنواع جديدة من البروبوليس. تعتمد نسب المواد المختلفة الموجودة في البروبوليس على مكان ووقت جمعها.
يختلف النشاط البيولوجي للعكبر باختلاف المنطقة الجغرافية بسبب الظروف المناخية المختلفة واختلاف البيئة وكذلك بحسب طريقة استخلاصه. المركبات الرئيسية الأساسية المسؤولة عن الأنشطة البيولوجية هي البوليفينول والأحماض العطرية والأحماض ثنائية التربينيك .
استخدامات وفوائد العكبر
حالياً ، العكبر هو علاج طبيعي موجود في العديد من متاجر الأغذية الصحية في أشكال مختلفة للاستخدام الموضعي. كما يستخدم في مستحضرات التجميل أو كطب بديل شعبي للعلاج الذاتي للأمراض المختلفة. تشمل التطبيقات الحالية للعكبر علاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي، ونزلات البرد، والالتهابات الشبيهة بالإنفلونزا، بالإضافة إلى المستحضرات الجلدية المفيدة في التئام الجروح، وعلاج الحروق ، وحب الشباب، والهربس البسيط، والتهاب الجلد العصبي.
يستخدم العكبر كمكون في غسول الفم ومعاجين الأسنان لمنع التسوس وعلاج التهاب اللثة والتهاب الفم. يستخدم على نطاق واسع في مستحضرات التجميل وفي الأطعمة والمشروبات الصحية.
نظرا لخصائصه المضادة للميكروبات والفيروسات ومضادات الأكسدة ، فإنه يستخدم على نطاق واسع في الطب البشري والبيطري والصيدلة ومستحضرات التجميل.
تشير مراجعة في 2019 إلى أنه قد يحتوي على الخصائص التالية3:
- مضاد حيوي طبيعي : فهو مضاد للبكتريا موجبة الجرام والبكتريا سالبة الجرام بشكل أقل
- مضاد للفطريات: يظهر العكبر بشكل واضح خصائص مضادة للفطريات والخمائر
- مضاد للطفيليات، مما يعني أنه يعمل ضد الأمراض الطفيلية ، مثل الجيارديا
- مضاد للالتهابات: يحتوي على مكونات نشطة مضادة للالتهاب
- مضادات الأكسدة : مضادات الأكسدة الموجودة في العكبر تحمي من شيخوخة الخلايا وتدهورها
- مضاد للسرطان : يحتوي بعض المواد التي قد يكون لها خصائص مضادة للسرطان.
الاستخدامات المحتملة
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن البروبوليس قد يكون مفيدا في علاج الحالات التالية : 4
- داء السكري: يبدو أن تناول العكبر عن طريق الفم يحسن التحكم في نسبة السكر في الدم بمقدار صغير لدى مرضى السكري. ولكن لا يبدو أنه يؤثر على مستويات الأنسولين أو يحسن مقاومة الأنسولين.
- مضاد للالتهابات : تعمل مضادات الأكسدة الموجودة في البروبوليس على تقليل الالتهاب ، مثل التهاب المفاصل.
- القروح الباردة (الهربس الشفوي): قد يساعد وضع مرهم أو كريم يحتوي على 0.5٪ إلى 3٪ من البروبوليس خمس مرات يوميا على شفاء قروح البرد بشكل أسرع وتقليل الألم حيث تفوق على دواء أسيكلوفير في سرعة الشفاء .
- الإلتهابات والتقرحات داخل الفم (التهاب الغشاء المخاطي للفم): أخذ العكبر عن طريق الفم أو شطف الفم مع غسول الفم العكبر أيضاً يساعد على التئام القروح الناجمة عن أدوية السرطان.
- علاج الأسنان : البروبوليس يمنع تكوين فوسفات الكالسيوم ، وهو المكون الرئيسي لبلاك الأسنان. البروبوليس والعسل هما أيضا مضادان للبكتيريا ، مما قد يجعلهما مفيدين كمكونات في منتجات العناية بالفم والأسنان.
- زيادة خصوبة النساء : وجدت دراسة أجريت على النساء اللائي يعانين التهاب بطانة الرحم أن تناول العكبر أو صمغ النحل مرتين يوميا أدى إلى زيادة احتمال الحمل بنسبة 40٪ بعد 9 أشهر.
هناك أيضاً دلائل حول فعاليته في علاج الحساسية وفي كبح نمو الخلايا السرطانية بسبب تأثيره المضاد للأكسدة كما اقترح أنه قد يفيد في علاج كوفيد 19 بسبب خصائصه المضادة للفيروسات لكن هناك حاجة لمزيد من الأدلة.
أضرار ومحاذير استخدام العكبر
عند تناوله عن طريق الفم: من المحتمل أن يكون البروبوليس آمنا عند استخدامه بشكل مناسب. لكن يجب على الأشخاص الذين يتحسسون من منتجات النحل تجنبه. يمكن أن تسبب أقراص الاستحلاب التي تحتوي على البروبوليس تهيجاً وتقرحات في الفم.
عند وضعه على الجلد: من المحتمل أن يكون البروبوليس آمنا عند استخدامه بشكل مناسب. يمكن أن يسبب الحساسية لدى من يعانون حساسية من منتجات النحل الأخرى.
يمكن أن يسبب الحساسية وبطء تخثر الدم. من المهم استشارة الطبيب قبل تناوله إذا كنت تستخدمه بجرعات غير غذائية أو تتناول أدوية أخرى أو لديك حالة مزمنة .