ربما صار طقساً يومياً أن نطالع العديد من العناوين التي تتحدث عن مخترعين عرب و إختراعات لو كانت حقيقية لأهتز لها العالم و و لتلقفتها الصحافة العالمية و المجتمع العلمي بسعادة غامرة . لكن الحقيقة أن معظم تلك الإختراعات ليست إلا مواد تضليل ساهم في نشرها أجهزة إعلام و صحافة لا تتمتع بالحد الأدنى من القدرة على تمييز ما هو غث مما هو ثمين .
أغلب تلك الإختراعات ما هي إلا مواد إعلامية تفتقد لأدنى قدر من الدقة , في بعض الأحيان يكون الأمر بشكل متعمد للتغطية على أخبار أخرى سلبية أو يكون الأمر بدوافع تفتقر إلى النزاهة مثل إعطاء شهرة لشخص ما ربما مقابل المال أو الوساطات و في كثير من الأحيان يكون الأمر سببه قلة الخبرة و قلة المعرفة العلمية لدى المحرر خصوصاً لو اقترن الأمر بالرغبة الجامحة في تحقيق سبق صحفي مما يتسبب في أخطاء فادحة في تقييم مصداقية الأخبار العلمية قبل نشرها .
فهرس
1- القاعدة الأولى : ابحث أولاً
لا عيب في أن تقوم بتطبيق تجربة سبقك إليها آخرون فنحن بحاجة دائماً للإستفادة من تجارب الآخرين لكن أن تنسب التجربة من بدايتها لنفسك فهذا لا يجوز.
2- القاعدة الثانية : الطاقة لا تستحدث من العدم للأسف !
في الحقيقة في كل مرة ستحاول خداع الطاقة للحصول على طاقة أكبر عبر تحويلها من صورة إلى أخرى فستحصل على طاقة أقل دائماً لا توجد استثناءات في هذا الأمر.
3- القاعدة الثالثة : لا يمكن بناء سفينة فضاء بمطرقة خشبية !
افردت إحدى الصحف المصرية مقالاً يتحدث عن طالبة عربية تمكنت من مشاهدة الفيروسات و طلبتها جهات بحثية ألمانية لكنها رفضت و أرفقت الصحيفة صورة الطالبة و هي تنظر في مجهر ضوئي عادي !.
بالإضافة لأنه لا يوجد إنجاز محدد فإن التدليس وصل إلى حد كسر قواعد علمية بحته فمن رابع المستحيلات أن يستطيع أي أنسان مشاهدة الفيروسات بإستخدام مجهر ضوئي حيث تتطلب هذه المسألة مجهر إلكتروني ! .
![]() |
النطاق الذي يمكن أن نري به الأشياء |
النقطة التي أود القفز إليها مباشرة هي أنه من الصعب جداً أن تجد أطروحة علمية حقيقية تخرج من معمل مدرسة محلية لسبب بسيط و هو أن هذا المكان لا يملك من الإمكانات ما يمكنه من التعامل مع حقائق متقدمة . لا أزعم أن هذا مستحيل لكنه احتمال صعب لاسيما في المجالات المتطورة مثل البيولوجيا الجزيئية و الكيمياء الحيوية و علوم الفلك لكن في النهاية لابد أن تتلائم الأدوات مع العمل المنتج و إلا يكون الإدعاء باطلاً .
4- القاعدة الرابعة : لكل تجربة مؤهلات
و كم من طالب في المرحلة الثانوية زفت إلينا الأخبار أنه قد تمكن من إثبات خطأ نظرية أينشتين التي ربما بالكاد درسها ! لكن و على ما يبدو لتثبت أنك عبقري لابد لك من مهاجمة أحد العباقره و سيتلقف ذلك أحد المحررين الأكثر منك جهلاً و سينشره في كل مكان .
خلاصة القول لا تسمحوا للمدعين أن يحصلوا على مكانة لا يستحقونها بلا إثبات حتى لو هوجمتم من المتوهمين الذين لا تستطيع عقولهم التفريق بين الحقائق و الأكاذيب فهناك غيرهم كثيرين ممن يستحقون هذا الإهتمام و الدعم إن أردنا لمجتمعاتنا أن تتقدم .