فيسبوك الشبكة الإجتماعية الأولى في العالم من حيث الإستخدام حيث يزيد عدد زواره عن مليار و 100 مليون زائر يقضي الكثير منهم ساعات طوال في تصفحه تتجاوز أي موقع آخر , إلا أن فيسبوك لا يتمتع بسجل جيد على الإطلاق فيما يخص تعامله مع زواره الذين صنعوا نجاحه .
في الحقيقة لو صنفنا الطريقة التي يتعامل بها فيسبوك مع الزوار لوجدناها تصل إلى حد الإزدراء , يدرك القائمون على فيسبوك إلى أي مدى اصبح الناس مهووسين بفيسبوك لدرجة تجعلهم غير قادرين عن الإستغناء عنه .
1- فيسبوك لا يحترم خصوصيتك نهائياً بل يعتبرك من أملاكه
هل تود استخدام فيسبوك للحصول على فرصة للإلتقاء بأصدقائك و أحبائك الذي افتقدتهم حسناً وقع هنا …بموجب البيانات الموقعة أدناه فليس للمذكور حقوق حصرية في ما يضعه هنا فهو يصبح ملكاً لفيسبوك بالتبعية و لا يحق لك استرداد روحك… عفواً أعني بياناتك … أياً كان ما ستضعه هناك من بيانات و صور سيظل على سيرفرات فيسبوك للأبد حتى لو أزلت حسابك نهائياً لقد قرأت هذا ووافقت عليه !.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد , فيسبوك أيضاً يسعى لمنعك من استخدام اسم مستعار فلو شك فيسبوك في كونك تستخدم اسماً مستعاراً فسيطالبك بإستخدام اسمك الحقيقي كما لو كنت تتعامل مع أحد المصالح الحكومية أو الأجهزة الأمنية لو شئنا الدقة !
2- فيسبوك يسعى لإجبارك على استخدام تطبيقاته ليخترق حياتك أكثر
لتطبيق فيسبوك على هواتف أندرويد الحق في تسجيل الصوت و الفيديو من الهاتف الخاص بك، في أي وقت، دون مناقشة موافقتك بالإضافة لحزمة موافقات اخرى مثل تحديد مكانك بدقة و الإطلاع على الصور و الفيديوهات الموجودة على هاتفك و التحكم في رفعها على الإنترنت .
لاعجب إذا أن يسعى فيسبوك لإفساد تجربة التصفح بإستخدام المتصفح و التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم . فالمتصفحات لا تمنح فيسبوك سوى صلاحيات مؤقته فقط و أقل بكثير من تلك التي تمنحه أياها التطبيقات تحديداً لذا يضغط فيسبوك على المستخدم كي يضطر لتثبيت التطبيق فيمنعك فيسبوك على سبيل المثال من إرسال الرسائل إلا عبر تطبيق إجباري منفصل عن تطبيق فيسبوك نفسه .
لاحظ كثيرون أن فيسبوك يظهر إعلانات تخص كلمات استخدموها في المحادثات الخاصة الصوتية و الكتابية و هو ما يعني أن فيسبوك ربما يتجسس بشكل أو بآخر على المحادثات الخاصة و هناك تقارير أيضاً تفيد بأن فيسبوك اظهر إعلانات للبعض تخص محادثات قاموا بها مع آخرين في الغرفة و هو خبر لم ينكره القائمون على فيسبوك بل قالوا إنهم يستخدمونه لمساعدة المستخدمين !
الخبر من صحيفة الإندبندنت
ووصل الأمر إلى تصريحات زوكربيرج الأخيرة التي كشفت عن احتمالية استخدام الذكاء الإصطناعي للتجسس على المحادثات الخاصة لمكافحة الإرهاب .
4- فيسبوك يلتهم كعكة الأرباح كاملة وحده
هل تعرف ما هو الموقع الأشهر في العالم و الأغني في العالم الذي لا يكتب أي محتوى و يعتمد على جمهوره في ذلك دون أن يشركهم في أي من الأرباح التي يحققها مهما بلغت فائدة أو شعبية ما يقدمونه أو الأرباح التي يجلبها من وراء ظهورهم , إنه فيسبوك أيها السادة بل على العكس تماماً فيسبوك تقريباً هو الموقع الوحيد الذي يطلب منك المال مقابل أن يصل صوتك إلى جمهور متابعيك و إلا فلن تصل منشوراتك سوى لأقل من 10 بالمائة منهم فقط .
على الجانب الآخر ستجد موقع مثل يوتيوب التابع لشركة جوجل أو شركة ألفابيت وفق التسمية الجديدة . يقوم يوتيوب بإشراك أعضاءه في كل سنت من أرباح الإعلانات على المحتوى الذي يقدموه بنسبة 40% و بغض النظر عن مدى شعبية ما يقدم أو شعبية مقدم المحتوى فإنه سيحصل دائماً على نصيبه من كعكة الأرباح صغر أو كبر .
هذا أمر مهم للغاية لأنه يساعد على إبراز الكثير من المواهب و يساعد كثيرين على تطوير أعمالهم و الإبداع فيها و تحسين أدواتهم بل إن البعض يعتبره وسيلة لكسب العيش أو الثروة .
ملحوظة : خلال اعداد المقال صادفت خبراً يفيد بأن فيسبوك بدأ برنامج لمشاركة أرباح فيديوهات فيسبوك اظن أنه اضطراري لمواجهة الإنتشار الكبير ليوتيوب الأكثر تقديراً لصانعي المحتوى كما ذكرنا من قبل , مع ذلك لا اظنه سيتوسع في ذلك بالنسبة للمحتوى المكتوب ما دام لا يجد منافسين كـ يوتيوب .
5- فيسبوك كراعي رسمي للعنصرية
سؤال مضحك أليس كذلك ؟ دعنا إذاً نأخذ السؤال إلى مستوى آخر , هل قررت أن تشكو لفيسبوك من التطاول الذي تعرضت له ؟
حسناً ماذا كانت النتيجة ؟
على الأغلب لا شيء سوى رسالة تخبرك بأن فيسبوك لا يجد السباب مسيئاً ! بالطبع في حالات قليلة قد يزيل فيسبوك التعليق دون أي عقاب آخر للمتطاول الذي ربما يعاود الكرة لاحقاً دون أن يخشى أي عقوبة .
هذا جعل فيسبوك تقريباً الراعي الرسمي الأول للبذاءة على الإنترنت ! في الحقيقة علينا أن نعترف أننا صرنا لا أكثر تقبلاً لقراءة البذاءات على الإنترنت منذ بدأ انتشار فيسبوك في منطقتنا.
لعل أحد أبرز تجليات عنصرية فيسبوك قد ظهرت خلال الحملة الدعائية للمرشح الأمريكي دونالد ترمب حيث غص الموقع بالتعليقات العنصرية خصوصاً ضد المسلمين و الأقليات سواء من المرشح الرئاسي نفسه أو من العديد من مؤيدية و لم يحرك فيسبوك ساكناً . الأمر يختلف حينما يتعلق الأمر بمعاداة اليهود طبعاً !
3- فيسبوك يتعمد إضاعة وقتك
يغص الفيسبوك بأمور تافهة و تايم لاين يتحرك طوال الوقت أمام عينيك و يخلط الغث بالثمين, لكن هذا ذنبك لا ذنب فيسبوك أليس كذلك ؟
حسناً هل لاحظت أي موقع على الإنترنت لا توجد به قوائم بتصنيفات المواضيع التي ترغب بتصفحها غير فيسبوك , لا يوجد !
فيسبوك هو تقريباً الموقع الوحيد الذي يضع كل الأشياء أمامك دون تنظيم أو ترتيب لتقضي الساعات تحريك بكرة الماوس أو اصبعك أو أسهم لوحة المفاتيح و أنت تنتظر ظهور معلومة هنا أو خبر هناك كان سيمكنك الحصول عليه ببساطة لو كانت هناك تصنيفات أو فلاتر سريعة تمكنك من ذلك لكن لا, فيسبوك لن يسمح لك أن تمر عليه مرور الكرام تأخذ معلومتك و تذهب لابد و أن تظل تسبح في هذا الثقب الدودي المسمى فيسبوك للأبد حتى ينتشلك شخص ما أو شيء ما .
أنت متحامل فهذا خطؤك , أنت لا تستخدم البحث, لماذا لا تستخدم البحث , البحث فكرة جيدة …
في الحقيقة هذا ما كنت أفعله و على الرغم من أن فيسبوك لا يضع أي فلاتر للبحث عن المعلومة بشكل مخصص إلا أنه على الأقل يمنحك القدرة على اختيار اين تبحث , في المجموعات أو في الصفحات أو في منشورات الأصدقاء أو المنشورات الحديثة
لكن مهلاً …ماذا تقول… لا بد أنك تمزح معي ! اختفت هذه الخاصية …. نعم لقد أزالها فيسبوك منذ أسابيع دون سبب و دون سابق إنذار ووضع كل نتائج البحث مرة أخرى مصهورة في صورة تايم لاين آخر لعين لا يكاد ينتهي حتى ينتهي عمرك هذا هو ما يفعله فيسبوك لجعلك تبقى لأطول فترة ممكنة …فيسبوك يتعمد إضاعة وقتك مع سبق الإصرار و الترصد !
فيسبوك يتعمد إضاعة وقتك |
ماذا بعد ؟
الإستغناء عن فيسبوك أو استبداله ممكن لمن يستخدمونه للترفيه لكن يصبح الأمر اصعب نسبياً بالنسبة للتقنيين و مجالات الأعمال لذلك إليك مجموعة من النصائح التي يمكنها أن تساعدك نسبياً :-
Advertisements
- استغن عن فيسبوك إذا لم يكن استخدامه ضرورياً لك
- لا تضع أي معلومات سرية أو شخصية للغاية أو هامة على فيسبوك
- حاول استخدام فيسبوك من خلال المتصفح لا من خلال تطبيقات الهاتف
- الإصدارات الحديثة من أندرويد تسمح لك بالتحكم في الصلاحيات بالقبول و الرفض بعد تنصيب التطبيق يمكنك استغلال هذا و ضبط الإعدادات لمنع تشغيل الكاميرا و الميكروفون و رفع الصور و الفيديوهات من قبل التطبيق إلا لمرة واحدة عند الضرورة فقط.
- أصحاب الإصدارات القديمة من أندرويد حتى كيت كات ليس لديهم رفاهية تعديل الصلاحيات لكن يمكنهم استخدام أحد تطبيقات منع تشغيل الكاميرا من خلال هذا الرابط ( اخترت لك التطبيقات التي لا تطلب صلاحية الكاميرا لنفسها )
- الأمر أصعب بالنسبة للميكروفون للأسف لم أجد تطبيق يعمل حتى الآن إذا وجدت تطبيق مناسب يمكنك إضافته في التعليقات
- تعايش مع السباب و العنصرية على فيسبوك ليس لدي حلول لهذا للأسف بإستثناء النقطة رقم 1
- قم بتصفية حسابك من الصفحات و المجموعات التي تعجبك و اكتف بالتي تفيدك
هذا كل شيء , اسعد دائماً بأي سؤال أو تعليق فرجاءاً لا تتردد في المشاركة بتعليقك .
كتبه : محمد علي ماهر