التوتر إنه تلك الآلية الجسدية التي تجعل قلوبنا تخفق بسرعة , جباهنا تتعرق , أنفاسنا تتسارع عندما نتعرض للضغوط في حياتنا , اشتهر القلق أو التوتر بكونه مسبب لأعراض مثل الصداع، الآلام العضلية الجسدية، اضطرابات الأداء الجنسي، خفقان القلب، آلام المفاصل، آلام أسفل الظهر, الأرق و زيادة نسبة الكوليسترول كما يتهم بأنه متسبب في تفاقم لأمراض مثل أمراض القلب و القرحة المعدية .
لكن هل هذه هي الحقيقة ؟ هل يتسبب القلق النفسي و التوتر العصبي في الإضرار بالجسد فقط و هل علينا حقاً أن نحاربه ؟
المحتويات
هل نحارب القلق و التوتر ؟
يسعدني أن اخيب ظنك بقولي إننا لن نسير في هذا الإتجاه على الإطلاق لن أطلب منك ان تستل سيفك و تبدأ في شن حملتك و حربك الشعواء على القلق لأنه في الحقيقة ليس عدوك فنيرانه لا تعدو كونها نيران صديقه و الآثار المترتبة عليه ليست أكثر من سوء إدارة لهذا العامل النفسي المهم . في الحقيقة لدى أجسادنا آلية دفاعية لمواجهة القلق و التوتر
إن مقولة مثل “توقف عن القلق لأنه قد يؤثر على صحتك” أو “هذا التوتر سيقتلك” هي في الحقيقة كلمات تدعم الأثر السلبي للقلق و التوتر ليبدأ الجسد في عملية تلقي التأثيرات السيئة التي يمكن تجنبها للقلق.
الإستفادة من القلق ليست خيالاً !
نظراً لهذه الطبيعة الخاصة للغاية لهذا الهرمون فإن بعض الأشخاص اقترحوا أن نشم الأوكسيتوسين لنصبح أكثر تعاطفا واهتمام ! . لكن هناك ما لم يفهمه معظم الناس بخصوص الأوكسيتوسين. إنه هرمون القلق. حيث تنتجه الغدة النخامية كجزء من استجابتكم للضغط. فهو جزء من استجابتكم للضغط مثله مثل الأدرينالين الذي يسرع ضربات قلوبكم.
وعند إطلاق الأوكسيتوسين أثناء التوتر و القلق، فإنه يحفزك للبحث عن الدعم. فاستجابتك البيولوجية للضغط تدفعك للإفصاح عن مشاعرك لشخص ما بدلا من كتمانها. يساعد الأوكسيتوكسين على جعل الناس يتنبهون إذا ما كان هناك شخص قريب يعاني من نفس المشكلة فيتمكن كل منكم من دعم الآخر. وعندما تصعب الحياة، تريد هذه الإستجابة للضغط فتجعل الناس حريصين أن يكونوا محاطين بأشخاص يهتمون لأمرهم.
هل يمكن أن يجعلنا التعرض للقلق أكثر صحة؟
الحقيقة أن الأوكسيتوسين لا يعمل فقط داخل الدماغ. بل في جميع أنحاء الجسد , احد من أكبر أدواره في جسدكم هو حماية نظام القلب والأوعية الدموية لديكم من آثار القلق و التوتر. إنه مضاد التهابات طبيعي. كما أنه يساعد في إبقاء أوعيتكم الدموية مسترخية خلال القلق و التوتر. لكني أفضل في الواقع تأثيره على القلب. فقلوبكم تحتوي على مستقبلات لهذا الهرمون، ويساعد الأوكسيتوسين خلايا القلب على تجدد والشفاء من أي ضرر ناتج عن القلق. فهرمون القلق في الحقيقة يقوي قلوبكم،
الشيء الرائع هو أن جميع تلك الفوائد البدنية للأوكسيتوسين يعززها الاتصال والدعم الاجتماعي، لذا عندما تقدم يد المساعدة لأشخاص في حالة ضغط، سواء للحصول على الدعم أو لمساعدة شخص أخر، فإنك في الحقيقة تطلق المزيد من هذا الهرمون، فتصبح استجابتك للضغط أكثر صحة، كما أنك تتعافى بشكل أسرع من التوتر.أمر مذهل أن توجد لدى الجسم البشري آلية لمقاومة التوتر و القلق، وأن هذه الآلية هي التواصل الإنساني ! .
أجريت دراسة حوالي 1,000 شخص راشد بأمريكا، تتراوح أعمارهم ما بين 34 و93 سنة، وقد بدأوا الدراسة بالأسئلة التالية:
“ما هو حجم التوتر الذي تعرضت له السنة الماضية؟”
“كم من الوقت قضيت في مساعدة الأصدقاء والجيران والناس في مجتمعك؟”
ثم استخدموا السجلات العمومية للسنوات 5 التالية لمعرفة من توفي منهم.
مقابل كل تجربة موترة كبيرة تمرون بها، كالصعوبات المالية أو الأزمات الأسرية، فإن خطر الوفاة يرتفع بنسبة 30 بالمائة. لكن هذا لا ينطبق على الجميع. فالأشخاص الذين قضوا وقتهم في الاهتمام بالأخرين لم يظهرو أي ارتفاع في نسبة خطر الوفاة بسبب التوتر و القلق. صفر. الاهتمام بالأخرين أعطاهم مقاومة. ومرة أخرى نلاحظ بأن الآثار الضارة للضغط على صحتكم ليست حتمية. فطريقة تفكيركم وتصرفكم فقط قادرة على تحويل تجاربكم الموترة.
عندما تختار اعتبار استجابتك للتوتر أمرا صحياً، فإن الناتج بيولوجيا الشجاعة وعند اختيارك للتواصل مع أشخاص في حالة توتر، فبإمكانكم إنتاج مقاومة لهذا التوتر معاً .
خلاصة
- أولهما : هو أن لا نحارب القلق على الإطلاق و ألا نعتقد انه من الممكن أن يكون من مسببات الأذى لأن الإعتقاد بكونه مؤذي يبرمج الجسد ليبدأ في الحصول على التأثيرات السلبية للقلق.
- ثانيهما : أن نتواصل مع الآخرين و نساعدهم في إجتياز المحن التي تسبب لهم القلق أيضاً فهذا التضامن وحده كفيل لنحصد التأثيرات الإيجابية للقلق فتقوى قلوبنا و نصبح أقدر على المواجهة.