تُعد توقعات العملاء ظاهرة متغيرة باستمرار لا سيما في عصر المعلومات المترابطة اليوم. وعلى الرغم من أن الحلول الرقمية المتخصصة لطالما كانت المفتاح للنجاة من “سيل توقعات العملاء”، فإن العملاء الرقميين أصبحوا يرغبون بالمزيد من التعاون في البرامج.
لذلك، وُجد تطوير البرمجيات المخصصة حسب الطلب اليوم؛ ليعطي حلولاً نهائية للبرامج التي تتماشى بشكل أكبر مع الأهداف الرقمية لكل شركة ولكل قطاع في السوق ذي الصلة. ومن خلال ذلك أصبح العملاء العصريون يتوقعوا أن يقدم تطوير البرمجيات المخصصة قيمة متكاملة مع أي استثمارات تقنية يقومون بها.
ولكي نكون صادقين، كان من تطوير البرمجيات المخصصة مؤخرًا قوة رئيسية في تقدم التكنولوجيا. إذ هناك العديد من التطورات الجديدة التي من شأنها التأثير على مستقبل الرقمي والتكنولوجي. وفي هذا المقال سنلقي نظرة على بعض الاتجاهات الرئيسية التي من المُحتمل أن تُحَكِم من تطوير البرمجيات على حسب الطلب في عام 2023.
والآن لننتقل إلى السؤال الأهم الذي سيطرح أهمية عملية تطوير البرمجيات المخصصة، لنتفرع من بعد ذلك إلى أبرز الاتجاهات في هذا المجال.
المحتويات
ما هي الفكرة من وراء تطوير البرمجيات المخصصة وما أهميتها؟
كبداية، أصبح تطوير البرمجيات المصممة حسب الطلب مكونًا مهمًا للأعمال الحديثة، حيث أصبحت المؤسسات تحاول بتسخير التكنولوجيا والاعتماد عليها لتحسين عملياتها، وإشراك المستهلكين، والبقاء في صدارة المنافسة. ونتيجةً لذلك، بدأ مطورو البرمجيات المخصصة بالبحثِ دائمًا عن طرق جديدة للابتكار وتحسين عروضهم، وذلك عن طريق استخدام أحدث التقنيات والمنهجيات لإنتاج برامج أفضل بسرعة وفعالية أكبر.
والفكرة هذه تدور حول شيء واحد؛ وهو أن تبدأ العديد من الاتجاهات التكنولوجية في التبلور حول أهمية وكيفية تطوير البرامج المخصصة في المستقبل. حيث سيكون لهذه التطورات تأثير على كيفية تفاعل المطورين مع العملاء، وأصحاب المصلحة، وكذلك على الأدوات والتقنيات التي يستخدمونها.
وأصبح من المهم أن يستطيع مطوري البرامج المخصصة أن يحققوا العديد من النجاحات في تطوير البرمجيات من خلال فهم هذه الاتجاهات والتكيف معها.
لكن ما هي أهم الإتجاهات حقاً؟
أهم وأبرز اتجاهات تطوير البرمجيات المخصصة
- التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي
أصبح إستخدام استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في زيادة، ولا سيما في هذا العصر الرقمي المتطور. وكان لابد من إستخدامه في إنشاء البرمجيات مخصصة وتطويره؛ إذ يعمل دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تطوير البرمجيات على تحسين الأتمتة وتبسيط عمليات الشركة وتعزيز دقة تحليل البيانات.
وواحد من أكثر المجالات إستخداماً للتعليم الآلي والذكاء الاصطناعي في عملية التطوير البرمجيات هي الرعاية الصحية، وذلك لما له من آثار كبيرة على تحسين التشخيص والعلاج. حيث ثُبِتَ أن للذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي دور في تحسين تجربة المستخدم، من خلال تقديم اقتراحات مخصصة وروبوتات محادثة ومساعدين صوّتيين لإعطاء الحلول المطلوبة.
- شبكة إنترنت الأشياء (IoT)
تُعرف الشبكة المترابطة للأشياء المادية، مثل الآلات والسيارات والمباني والأشياء الأخرى، التي يمكنها جمع البيانات ومعالجتها باسم إنترنت الأشياء (IoT). وأصبح من المتوقع في السنوات القادمة، على حسب احصائيات عدة، أن يتوسع إنشاء تطبيقات برمجية مخصصة لإنترنت الأشياء، نظرًا بدورها الذي تجعل من الممكن إنشاء أجهزة ذكية ومتصلة يمكنها تبادل البيانات وأتمتة العمليات.
وعلى الرغم من أن هنالك صعوبات في إنشاء تطبيقات إنترنت الأشياء مثل الأمان وقابليته للتوسع نظراً بأنه يحتاج إلى معرفة الأجهزة والبرامج والشبكات الجديدة، إلا أنه سوف يدخل ضمن صناعات عديدة وتطويرات برمجية هدفها تحسين جميع العمليات من شأنها تحقيق كفاءة أفضل – وهو الهدفُ الأول والأخير.
- البلوك تشين
تتمتع تقنية البلوك تشين بإمكانية إجراء معاملات عبر العديد من الصناعات بطريقة آمنة ومفتوحة ولا مركزية. وهذا ما يجعلها من أبرز الاتجاهات المستخدمة في تطوير البرمجيات.
بالإضافة، للبلوك تشين حالات إستخدام عديدة، منها في إدارة سلسلة التوريد لتتبع المنتجات بشكل آمن، وفي الرعاية الصحية أيضاً، والتي بدورها تقوم بتحقيق تبادل البيانات بسرية تامة، وفي تمويل المعاملات الآمنة.
- استخدام الحوسبة السحابية
في هذه الأيام، هناك زيادة كبيرة في استخدام خدمات الحوسبة السحابية مثل “النظام التشغيل السحابي من جوجل” . ومع ذلك، فمن المتوقع أن تتطور أكثر في المستقبل!
حيث أصبحت الحوسبة بدون خادم وبناء الخدمات المصغرة أكثر شيوعًا نتيجة لهذا الاتجاه، مما جعل من الأسهل على الشركات تنمية تطبيقاتها البرمجية والبنية التحتية. وأصبح مطورو البرمجيات المخصصة بتبني الحوسبة السحابية في عملية إنشاء وتطوير البرامج؛ لأنها توفر قابلية التوسع والكفاءة والمرونة.
كما أن للحوسبة السحابية مزايا عديدة، منها سهولة الوصول إلى موارد الحوسبة، وقابليتها التوسع بالزيادة أو النقصان حسب الحاجة، وقدرتها على تحسين التعاون والتنقل في المعلومات والبيانات.
- تطوير الأكواد البرمجية المنخفضة
من المتوقع أن يتبنى العملاء منصات خاصة بعملية تطوير الأكواد البرمجية المنخفضة والتي لا تحتوي على تعليمات برمجية، وذلك لأنها تمكن المستخدمين من إنشاء تطبيقات برمجية دون الحاجة إلى كتابة أكواد بشكل متكرر. وبالتالي، قد تنشئ الشركات تطبيقات برمجية فريدة ومخصصة بسرعة وبسهولة عن طريق إستخدام هذه المنصات.
من مزايا تطوير الأكواد البرمجية المنخفضة في إنشاء برمجيات مخصصة هي قدرتها على توفير نماذج أولية بسرعة. بالإضافة إلى قدرة المطورين وأصحاب المصلحةِ التعاون في الأعمال بفضل هذه المنصات التطوير.
لكن تذكر دائماً، أن استخدام الأنظمة المعتمدة على تطوير الأكواد البرمجية المنخفضة يتطلب تحقيق توازن بين سهولة الاستخدام والتنوع، من أجل ضمان نجاحها.
- التطوير البرامج بالخاصية الديناميكية “آجيل”
اكتسبت مناهج التطوير المٌعتمدة على خاصية آجيل شعبية في السنوات الأخيرة. إذ أصبحت العديد من مؤسسات البرمجيات تستخدم التطوير السريع والديناميكي، نظراً بقدرته على التكيف بسرعة مع احتياجات الشركة المتغيرة وتقديم قيمة أفضل للمستهلكين.
ولتطوير البرمجيات بخاصية آجيل فوائد عديدة، أهمها تعزيز التطوير السريع، والتركيز على توفير الوقت والجهد والتكاليف لأعمال الشركات.
الخلاصة
نظرًا بأن عملية تطوير البرمجيات المخصصة ماهو إلا صناعة متغيرة باستمرار فإن نجاحها يعتمد على مواكبة الاتجاهات والتكنولوجيا الناشئة.
ومن المتوقع حدوث نقلة نوعية وتطوراً ونمواً كبير في عام 2023، خاصةً في الإتجاهات التي قمنا بذكرها سابقاً كالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية وغيرهم. وذلك من أجل تمكين مطوري البرمجيات المخصصة إنشاء حلول أكثر فائدة وفعالية تلبي احتياجات عملائهم وتوقعاتهم.
On Google News