للمرة الثانية ينجح العلماء في علاج حالة جديدة لمصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة والذي يسببه فيروس الإيدز ، وهي حالة لمريض بالسرطان حصل على زراعة خلايا جذعية ليصبح هذا الشخص هو ثاني حالة يتم علاجها من مرض الإيدز بعد حالة رجل عرف بـ “مريض برلين” و الذي حصل على زرع نخاع عظام لعلاج سرطان عدواني في عام 2007 و فوجيء العلماء بشفاؤه من مرض الإيدز.
الحالة الجديدة هي لرجل كان يعيش في المملكة المتحدة ويعاني من سرطان العقد الليمفاوية ، و تمت زراعة نخاع عظمي مما أدى لشفاؤه من مرض الإيدز أيضاً .
لكن إذا كانت الخلايا الجذعية وزراعة نخاع العظام يمكنها علاج مرض الإيدز فلماذا لا تعتمد كعلاج لهذا الفيروس و يتم نشرها على نطاق واسع ؟
حقيقة في الحالتين لم يكن الغرض هو علاج الإيدز بل علاج أشكال عدوانية من السرطان من خلال جراحات زرع نخاع العظام .
ما جعل عمليات زرع النخاع العظمى تعالج فيروس نقص المناعة البشرية هو طفرة جينية لدى الحالتين في بروتين يسمى CCR5 ، هذه الطفرة جعلت من جسديهما أكثر مقاومة لنوع شائع من فيروس الإيدز وهو النوع الذي كان يعاني منه الرجلان .
إنه يمنحهم قوة عظمى ، بمعنى أجسادهم محمية من انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة بإستخدام هذا الجين. و رغم ذلك يتطلب الأمر تناول الأدوية لمنع سلالة أخرى من الفيروس من استخدام جين آخر للتكاثر في جسم المريض . هؤلاء ليسوا مرضى عاديون هؤلاء لديهم نوع من المقاومة للفيروس الرئيسي .
Table of Contents
لماذا لا يعمم علاج مرض الإيدز بالخلايا الجذعية ؟
حتى لو وجد مرضى آخرين لديهم نفس الطفرة فإن علاجهم بإستخدام الخلايا الجذعية لا يزال أمراً محفوفاً بالمخاطر و شديد الصعوبة.
في البداية يجب العثور على متبرع متوافق ، يتم بعدها تدمير نظام المناعة الخاص بالمريض ثم يعاد تفعيله بعد زراعة النخاع الجديد مع تناول المريض أدوية تجعل جسمه يتقبل النخاع الجديد دون رفضه وهو أمر غير مضمون.
هذه الإجراءات المعقدة والخطيرة قد تجعل العلاج في حد ذاته قاتلاً للمريض ، لهذا يفضل الأطباء الأطباء احتواء المرض بالأدوية و تحسين سبل الوقاية من الإصابة به ومنع انتشاره.
حالياً يوجد علاج فعال جدا مضاد للفيروسات القهقرية وعندما يعالج المرضى بهذه الفيروسات ويحققوا مستويات فيروسية غير قابلة للاكتشاف فإنهم يصبحون غير ناقلين للمرض ‘ .
علاجات أخرى
بالرغم من وجود العديد من الأدوية الفيروسية لعلاج مرض الإيدز والتي يمكن التعايش معها ، إلا أنها لا تخلو من الخطورة في حالة عدم استخدامها بشكل جيد ، كما أنها لا تعالج الفيروس بل تسيطر عليه و تمنع انتشاره فقط .
نتيجة لذلك فإن العلماء يبحثون عن علاج شامل لفيروس الأيدز. مثل استخراج خلايا فيروس الإيدز لدى المريض وتحويلها جينياً إلى لقاح.
إيقاف مستقبلات الفيروس ربما يكون علاج أكثر واقعية وأقل خطورة من محاولة زرع نخاع العظام لملايين الحالات فضلاً عن الكلفة المادية وصعوبة الحصول على متبرعين .