الدخل الأساسي الشامل (UBI: يو بي آي) هل يمحو الفقر من العالم؟

الدخل الأساسي الشامل (UBI: يو بي آي) هل يمحو الفقر من العالم؟

هناك خلل لا تخطئه عين في النموذج الإقتصادي السائد و هو النموذج الرأسمالي الذي زاد من عمق الفجوة بين الفقراء و الأغنياء بشكل غير مسبوق بل و تسبب في إهلاك كبير للموارد لمصلحة فئات محدودة من البشر هي التي تملك كل شيء في حين لا يملك الباقين سوى أقل القليل .

و مع دخول العالم في حقبة ربما تكون فيها الروبوتات هي القوة الأساسية للأعمال من خلال تقنيات الأتمتة و الذكاء الصناعي فإن هذا سيتسبب بالضرورة في فقدان مئات الملايين من البشر لوظائفهم و ربما أكثر . و لأن الرأسمالية لا تبالي سوى للربح فلن يلتفت أحد للضرر الذي يمكن أن يحدثه هذا .

في الحقيقة غياب الوظائف فضلاً عن كونه يعني مأساة لملايين البشر فهو يعني أيضاً غياب القوة الشرائية و هي المحرك الأساسي للأعمال و حدوثه سيكون كارثة أيضاً على الرأسمالية ذاتها و التي تحتاج إلى النمو بشكل دائم .

Advertisements

تسبب هذا في مناقشات مكثفة اقترح خلالها نظام يسمى نظام الدخل الأساسي الشامل (UBI: يو بي آي) وهو نظام يتم على أساسه منح جميع المواطنين دخلاً ثابتاً بصرف النظر عن دخلهم أو وضعهم الوظيفي .

و سواء أكان  الغرض حقاً هو يو بي آي أم لا، فهناك مشكلة لابد من وقوعها عندما تحل الأتمتة والذكاء الاصطناعي محل العمال من البشر في السنوات القادمة.

ما هو نظام الدخل الأساسي الشامل (UBI: يو بي آي)

الدخل الأساسي الشامل (UBI: يو بي آي) هو نظام اقتصادي عبارة عن مبلغ ثابت تقدمه الدولة لجميع مواطنيها بصرف النظر عن الدخل أو المركز الوظيفي و هناك عدة اقتراحات فيما يخص صرف هذه المبلغ فهناك من يرى صرفها اسبوعياً أو شهرياً و هناك من يرى منح المواطن المبلغ كاملاً بمجرد أن يبلغ سنه 18 عام . و يختلف المبلغ من بلد لآخر إلا أن الثابت أن المبلغ يكون بقدر متوسط الإحتياجات الأساسية للفرد في بلد معين.

يسمى هذا النظام بعدة أسماء أيضاً و منها : الدخل الأساسي غير المشروط و دخل المواطن و نظام التأمين الأساسي و العجيب أن هذا النظام يبدو اشتراكياً نوعاً ما فمن الغريب أن يكون كثير من داعميه حقاً هم من الطبقة الرأسماليية , ربما هذا بسبب حجم الورطة التي يشعر بها الجميع الآن بسبب تغول النظام الرأسمالي بشكل أضر بالنظام نفسه !

مؤيدون و معارضون

في حين يرى البعض بضرورة تطبيق النظام لإعادة توزيع الثروة و إعادة التوازن المفقود و أنه أرضية جيدة لتحقيق الأمن الإقتصادي الذي سيمنح الناس فرصة لمواصلة التعليم و التدريب و التخطيط للمستقبل من أجل مستقبل أفضل و عمل أفضل

Advertisements

حيث يعتقد بعض الإقتصاديين اأنه يجب أن تكون شبكة امان توفرها الحكومة واسعة للغاية، و أنه يمكن دعم الأشخاص العاطلين عن العمل بالاعتماد على فكرة يو بي آي، دون أن يتعرض سوق العمل إلى اضطراب كبير من قبل الذكاء الاصطناعي وحلول الأتمتة.

أما المعارضون فيرون أن دفع المال للناس دون فعل شيء فإنهم لن يفعلوا أي شيء , في حين يخشى البعص في بلدان متقدمة مثل سويسرا من أن تطبيق نظام الدخل الأساسي الشامل ربما يدفع الكثيرين إلى محاولة الهجرة إلى البلاد للتمتع بهذه المزايا و هو ما قد يشكل عبئاً على تلك الدول .

إحدى الدراسات أظهرت أن نظام يو بي آي لن يؤدي فقط إلى تحسين الحالة المادية بل سيحسن من صحتهم النفسية و البدنية بالتبعية .

Advertisements

ربما قد يشكل نجاح برامج الدخل الأساسي الشامل (UBI: يو بي آي) التي يعتزم تطبيقها في كل من كندا، وفنلندا، وأوغندا، وغيرها من البلدان تشجيعاً بشأن تطبيقه في المستقبل القريب , على الأقل هذا هو ما نأمله .

تعليق واحد

  • يقول غير معرف:

    السلام عليكم
    اليس هذا ماجاء به الاسلام..اليس هذا ماكان يقوم به الرسول (ص) والخلفاء الصالحون فقط من بعده قبل ان يستاثر به الفاسدون من التابعين..؟؟
    هل كان النبي(ص) وبهدي من الله تعالى قد وضع النظام الاجود للحياة…
    الا تبا وبؤسا لنا نحن المسلمون الاغبياء….
    افضل دين لاسؤا ناس…
    الدخل الاساسي الشامل وهو بكل بساطه نظام منح مبلغ مالي محسوب على اساس متوسط كلفة المعيشة تقدمه الدوله لجميع مواطنيها بغض النظر عن الدخل او المركز الوظيفي,وسبب انشائه هو الصراع الراسمالي (الذي اضر بالنظام نفسه)وانعكاساته على المواطن العادي,هذا النظام يمنح الفرد قدرة افضل على التدريب والتخطيط للمستقبل كما يوفر الصحه النفسية والبدنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 1 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.