المحتويات
ما هو التنويم المغناطيسي أو الإيحائي
التنويم المغناطيسي أو التنويم الإيحائي هي ممارسة غالبًا ما يتم تصويرها في الثقافة الشعبية على أنها أساليب غامضة وصوفية للسيطرة على العقل وقد يراها البعض ضمن أعمال السحر و الشعوذة لكن في الحقيقة هناك وجه آخر علاجي لهذه الممارسة.
هناك من يرى التنويم المغناطيسي باعتباره نوع من العلاجات التي قد تحدث أثراً إيجابياً في بعض الحالات الصحية والنفسية ويطلق عليه اسم التنويم الإيحائي (هيفنوزا) Hypnosis ،ويعد هذا النوع من العلاجات مثاراً لكثير من الجدل داخل المجتمع العلمي حيث يعترف به البعض ويتم تدريسة في بعض الكليات العلمية بينما ترفضه بعض المدارس الأخرى ولا تميل لاستخدامه.
كيف يعمل التنويم المغناطيسي؟
ليس من ضمن ممارسات التنويم المغناطيسي الحقيقي أو العلاج بالتنويم الإيحائي الذي نتحدث عنه هنا ساعات جيب تتراقص أمام عينيك ، ولا خشبة مسرح أو جمهور و لا يقدم كجزء من عمل ترفيهي .
يحفز المنوم المغناطيسي أو المعالج بالتنويم المغناطيسي حالة من التركيز الشديد أو الانتباه المركز. هذه عملية موجهة مع الإشارات اللفظية والتكرار. قد تبدو الحالة الشبيهة بالنشوة التي يدخلها الشخص مشابهة للنوم أو الغيبوبة من نواح كثيرة ، لكن في الحقيقة يكون الشخص مدركاً تماماً لما يحدث حوله.
أثناء وجود الشخص في هذه الحالة الشبيهة بالغيبوبة يقدم معالجك اقتراحات إرشادية مصممة لمساعدة الحالة على تحقيق أهدافك العلاجية. نظرا لأنك في حالة تركيز عالية ، فقد تكون أكثر انفتاحا على المقترحات أو النصائح التي في حالتك العقلية الطبيعية قد تتجاهلها أو تهملها لكن من غير الواضح حتى الآن كيف يحدث هذا التركيز الداخلي المكثف والانتباه المركز هذا التأثير.
عند اكتمال الجلسة ، سيوقظك معالجك من هذه الحالة، أو ستخرج منها بمفردك.
التنويم المغناطيسي في ميزان العلم
في حين أن هناك أدلة تشير إلى أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يكون له فوائد علاجية ، لا يزال العديد من العلماء منقسمين حول ما إذا كان علمًا حقيقيًا.
في جوهره ، ينطوي التنويم المغناطيسي على إحداث حالة تشبه حالات النشوة لدى الفرد ، والتي يصبح خلالها الشخص قابلاً للإيحاء بدرجة عالية ويتقبل الأفكار أو المقترحات الجديدة. يمكن تحقيق هذه الحالة من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب ، بما في ذلك التأمل الموجه وتقنيات الاسترخاء والأوامر الشفهية.
فوائد محتملة للتنويم المغناطيسي
تتمثل إحدى أهم فوائد التنويم المغناطيسي في قدرته على مساعدة الأفراد في الوصول إلى عقولهم الباطنة ومعالجة المشكلات النفسية عميقة الجذور. على سبيل المثال ، ثبت أن التنويم المغناطيسي فعال في علاج اضطرابات القلق، والرهاب، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). يمكن استخدامه أيضًا لمساعدة الأفراد على التغلب على الإدمان وإدارة الألم المزمن وتحسين نوعية النوم.
- قد يضع العلاج بالتنويم المغناطيسي بذور أفكار مختلفة في عقلك أثناء حالة تشبه الغيبوبة ، وسرعان ما تتجذر هذه التغييرات وتزدهر.
- يمهد العلاج بالتنويم المغناطيسي الطريق لمعالجة وقبول أعمق. في حالتك العقلية العادية ، إذا كانت رأسك “مزدحمة” بالأفكار ، فقد لا يتمكن عقلك من استيعاب الاقتراحات والإرشادات ،
معلومات مغلوطة عن التنويم المغناطيسي
وفقاً لموقع هيلث لاين الطبي هناك العديد من المعلومات المغلوطة حول التنويم المغناطيسي يمكن إجمالها في الآتي :
- المنومون مغناطيسياً لا يمكنهم التحكم في أجسادهم ، أنت تتحكم تماما في جسمك أثناء التنويم المغناطيسي. ستظل على دراية بما تفعله وما يطلب منك. إذا كنت لا تريد أن تفعل شيئا يطلب منك القيام به تحت التنويم المغناطيسي ، فلن تفعل ذلك.
- التنويم المغناطيسي كالنوم قد تبدو وكأنك نائم، لكنك مستيقظ أثناء التنويم المغناطيسي. أنت فقط في حالة استرخاء عميق بحيث ستصبح عضلاتك مرتخية وسيتباطأ معدل تنفسك، وقد تشعر بالنعاس.
- لا يمكن للناس الكذب عند تنويمهم مغناطيسيا، التنويم المغناطيسي ليس مصل الحقيقة. على الرغم من أنك أكثر انفتاحا على الاقتراح أثناء التنويم المغناطيسي ، إلا أنه لا يزال لديك إرادة حرة وحكم أخلاقي. لا أحد يستطيع أن يجعلك تقول أي شيء – كذب أم لا – لا تريد أن تقوله.
- يمكنك التنويم المغناطيسي عبر الإنترنت ، تروج العديد من تطبيقات الهواتف الذكية ومقاطع الفيديو على الإنترنت للتنويم المغناطيسي الذاتي ، لكنها على الأرجح غير معتمدة وغير فعالة وفقاً لآراء المعالجين المتخصصين.
أضرار محتملة للتنويم المغناطيسي
هناك أيضًا أضرار محتملة مرتبطة بالتنويم المغناطيسي. قد يكون بعض الأفراد أكثر عرضة للإيحاء من غيرهم، مما قد يؤدي إلى ذكريات خاطئة أو عواقب أخرى غير مقصودة. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر الاستغلال من قبل الأفراد عديمي الضمير الذين قد يستخدمون التنويم المغناطيسي للتلاعب أو السيطرة على الآخرين.
على الرغم من هذه المخاطر ، يعتقد العديد من العلماء والمهنيين الطبيين أن التنويم المغناطيسي لديه القدرة على أن يكون أداة قيمة في علاج مجموعة متنوعة من الحالات النفسية والجسدية. على هذا النحو، يتم إجراء بحث مستمر لفهم آلياته بشكل أفضل وتطوير أفضل الممارسات لاستخدامها.
التنويم المغناطيسي في ميزان الشريعة الإسلامية
إن اختراق خصوصية العقل وزرع الأفكار وغرس المشاعر وإعطاء هذا الحق لبشر ليس بالأمر الهين الذي يجب تمريره دون بحث مطول حول مدى جدوى ومشروعية الفعل ذاته من الناحية الدينية و الأخلاقية قبل العلمية، يقول د. خالد بن عبد الله القاسم عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود في الرد على مدى مشروعية إجراء كالتنويم الإيحائي أو المغناطيسي ، تنقسم هذه الممارسة لثلاثة أصناف :
- الصنف الأول : وهو الشائع المنتشر ويفعله السحرة والكهان باستخدام الجن، وهذا النوع محرم
- الصنف الثاني: نوع من الدجل والاتفاق مع بعض الحاضرين لا سيما في أماكن الجمهور لأكل أموال الناس بالباطل ولفت الانتباه.
- الصنف الثالث: طب نفسي وهو عن طريق الإيحاء والتأثير على المريض وتطويعه إلى ما يراد له، وهو علم صحيح ولكنه محدود التأثير. والمغيّر فعلاً لتلك الصفات السيئة والمنشئ للصفات الحميدة هو الإيمان بالله – تعالى -، والعمل الصالح، ودعاء الله – عز وجل -، والالتجاء إليه وكما هو معلوم أن من أكبر أسباب الهداية والفلاح والتخلص من الأخلاق الذميمة قوة العزيمة، ومجاهدة النفس، والصبر، وغير ذلك من الأسباب الشرعية المعلومة.
خاتمة
في ميزان العلم لا يزال المجتمع العلمي منقسمًا حول ما إذا كان التنويم المغناطيسي علمًا حقيقيًا ، هناك أدلة تشير إلى أنه يمكن أن يكون له فوائد علاجية لبعض الأفراد. ومع ذلك ، من المهم التعامل مع التنويم المغناطيسي بحذر حتى لا يتم استغلاله بشكل سيء .
أما في ميزان الشرع فلا يوجد دليل قطعي بالتحريم على الممارسة العلمية غير المختلطة بالجدل أو الشعوذة أو أكل أموال الناس بالباطل لكن من الأفضل اللجوء إلى الإيمان ومجاهدة النفس والصبر للتخلص من العادات الذميمة بدلاً من السماح لأي شخص باختراق خصوصية عقلك .
On Google News