هذا هو ما يفعله الجلوس لفترات طويلة بصحتك! – بقلم محمد حجاج

هذا هو ما يفعله الجلوس لفترات طويلة بصحتك! - بقلم محمد حجاج

“الجلوس يُدمر الصحة ويسبب الوفاة”

أعتقد أنه يجب تضع هذه العبارة على كُل الكراسي التي تجلس عليها، أو رُبما أمامك مُباشرة حتى تتذكر. وكأن مُسببات الأمراض الموجودة ليست كافية حتى ينضم إليها الجلوس!

الأمر كما قرأت بالضبط. الجلوس لفترات طويلة يقتُلك حرفيًا، لهذا هو يُصنف تحت قائمة أسباب الوفاة القابلة للمنع. الجلوس لفترات تزيد عن 4 ساعات يوميًا (4 ساعات، وليس 12 ساعة!) يُضاعف تقريبًا مُعدلات وفاتك بأي مرض قد تُصاب به مُقارنة بشخص لا يجلس نفس المُدة، هذا بالإضافة إلى أنه يُضاعف مُعدلات الإصابة بأمراض القلب والسُكر وزيادة الوزن وأمراض العظام، بل ويزيد في المُتوسط احتمالية الإصابة بالسرطان بنسبة 25%.
لجعل الأمر أسوأ، الرياضة لا تُصلح التأثير السيء للجلوس لفترات طويلة، الأمر معكوس في الحقيقة؛ كُل ساعة تجلسها تقوم بإلغاء جُزء من الفوائد التي تحصل عليها من ممارسة الرياضة.

المحتويات

Advertisements

لماذا الأمر بهذا السوء؟

الإجابة بسيطة: أجسامنا لم تُصمم للبقاء في حالة سكون لفترات طويلة. بالرغم من ذلك، فإن نمط حياتنا الحالي يكاد يكون حصرًا مُصمم لفعل العكس؛ أن تجلس لتذاكر، وتجلس لمُشاهدة التلفيزيون، وتجلس في العمل، وتجلس في المواصلات،.. أنت كُنت تتحرك في بطن والدتك أكثر مما تتحركه الآن!

ليس من الغريب أن نعرف أيضًا أن الجلوس لفترات طويلة يْؤثر كذلك على العمليات الحيوية، مثل عملية الأيض؛ حيث أن جسدك يميل إلى حرق عدد أقل من السعرات الحرارية في النشاطات الغير رياضية (مثلًا، ترتيب سريرك في الصباح) مُقارنة بشخص آخر يقوم بنفس النشاط ولكنه يجلس أقل منك. التأثير يصل إلى جهازك العصبي ووظائف المُخ، بل وإلى حالتك النفسية؛ حيث أن الجلوس لفترات الطويلة يرتبط بزيادة الإكتئاب.

لحُسن الحظ أن الحل بنفس سهولة المُسبب: عليك أن تقف.
ليس فقط لأنك في حالة الوقوف تحرق عددًا أكبر من السُعرات الحرارية، ولكن لأنك تعيد وظائفك الجسدية إلى “ضبط المصنع” إن جاز التعبير. هُناك العديد من التجارب التي تم القيام بها في هذا الصدد، والتي ربطت بين تقليل الجلوس وزيادة فترات الوقوف بتحسن عام في الحالة الجسدية والعقلية والنفسية. لنضع الأمر في صيغة رقمية: الوقوف 3 إلى 4 ساعات يوميًا يُعادل جري مسافة 10 ماراثون في العام، أو الجري لمسافة 422 كيلومتر تقريبًا!

Advertisements

هُناك العديد من أماكن العمل والمدارس تنبهت لهذا الأمر وأعادت تصميم بيئة العمل من أجل جعل الوقوف لفترات أطول أسهل.

الخُلاصة: قف ما استطعت للوقوف سبيلًا، واستغل كُل فُرصة لفعل ذلك خاصة في العمل إذا كُانت وظيفتك تتطلب الجلوس. مارس الرياضة بانتظام (المشي على سبيل المثال) على فترات “طويلة” ثابتة خلال الأسبوع، وليس آخر الأسبوع فقط مثلًا. من أفضل الرياضات الثابتة التي يُمكنك مُمارستها الذَّهاب للعمل أو الجامعة مشيًا على الأقدام، وإن كان بعيدًا يُمكنك أن تشتري دراجة. راقب فترات جلوسك، وتذكر أن الجلوس أسوأ من التدخين، وقد يقتلك بصورة أسرع!

_____________________________________

Advertisements

اختصرت كثيرًا في الموضوع، لذا أنصح بالاطلاع على هذه المصادر:
[1] https://goo.gl/QXM8Xu
[2] https://goo.gl/xUDJt
[3] https://goo.gl/xHLn3v
[4] https://goo.gl/JMTKFe
[5] https://goo.gl/EiZZ7v
[6] https://goo.gl/ZWvPUL

الكاتب : محمد حجاج

مقالات قد تهمك

تعليق واحد

  • يقول ورد الحياه:

    الاهم من الجلوس الذى يسبب الوفاه هو التدخين مع كل سيجاره الانسان يشربها بتنقص ثانيه من عمره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × واحد =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.